سمي هذا العصر بعصر السرعة فكانت هذه الصفة غير دقيقة في وصفه، فقيل هو عصر الانفجار المعرفي فكانت سمة لا تمثله كما يجب، وحقيقة فإننا لا نجد له تعريفا يمثله خير تمثيل إلا أنه عصر السباق إلى المجهول عبر الغد. ولعل الأمم الجامدة في تربيتها وتعليمها واهتمامها بالفرد هي التي أغفلت جانب التجدد وتغاضت عن عامل السرعة، وعلى النقيض من ذلك تلك الأمم التي تنبهت للتجدد وعامل السرعة هي التي تقدمت وتطورت وقادت العالم بقدر ما لديها. ولكي نطور المجتمع لابد أن نبدأ بتطوير الفرد، وهذا التطوير لا يكون إلا بالتعلم والخبرة، وفي عصر كهذا لن يفوز في سباقه إلا من امتلك المعرفة ووظفها في خدمة التقنية إن مفهوم التعليم المستمر ليس مفهوما جديدا بل هو مفهوم قديم قدم الحضارات، فالتعليم عملية مستمرة لا تقتصر على مرحلة معينة من العمر، أو تنحصر في مرحلة دراسية محددة، وقد قال "جون ديوي" في هذا النوع من التعليم " إن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة، ولا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت". وعليه فان التعليم المستمر هو أي تعليم أو تدريب بعد التعليم الرسمي الهدف منه هو تطوير المهارات المهنية ورفع مستوى العمل. كما انه عبارة عن أنشطة تعليمية تهدف إلى تطوير مهارات الفرد، وتحرص الكلية على تنفيذ برامج ودورات مستمرة لمنسوبها من اعضاء هيئة تدريس واداريين وتحفيزهم لحضور هذه البرامج والدورات لتطوير مهاراتهم والحصول على معارف جديدة.
تحسين الأداء
يساهم التعليم المستمر في تحسين أداء الموظفين. حيث يعد الموظفين المدربين تدريباً جيداً أكثر موثوقية وإنتاجية وأكثر تحفيزاً. يمكنهم استخدام هذه المهارات لحل المشكلات وتحسين العمليات وابتكار أفكار جديدة. وهذا بدوره يساهم في نجاح المنظمة.
تعزيز الابتكار
يعد الابتكار هو المفتاح لنجاح أي منظمة. يمكن للمؤسسات تشجيع الموظفين على التوصل إلى أفكار وحلول جديدة، من خلال تعزيز ثقافة التعلم. حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة الكفاءة وابتكار منتجات جديدة وتعزيز رضا العملاء.
زيادة نسبة الاحتفاظ بالموظفين
من المرجح أن تقوم المؤسسات التي تستثمر في تطوير موظفيها بالمحافظة عليهم. وذلك لأن الموظفين يشعرون بالتقدير والرضا عن وظائفهم بشكل أكبر. علاوة على ذلك، يوفر التعليم المستمر فرص التطوير الوظيفي، وهو عامل حاسم في الاحتفاظ بالمواهب.
زيادة الفعالية من حيث التكلفة
يعد الاستثمار في عملية تطوير الموظفين الحاليين أقل تكلفة من إعادة توظيف وتدريب الموظفين الجدد. من خلال توفير فرص تدريب وتطوير لهؤلاء الموظفين، يمكن للمؤسسات توفير المال الذي يتم إنفاقه على تكاليف التوظيف والإعداد. علاوة على ذلك، فإن الموظفين المدربين تدريباً جيداً أقل عرضة لارتكاب الأخطاء، مما يقلل من التكاليف المترتبة عن حدوث هذه الأخطاء.
الأداء العالي
التعليم المستمر هو المفتاح لتصبح من ضمن الأشخاص الأفضل أداء في مجالك. من خلال تطوير مهارات والحصول على معارف جديدة، يمكنك زيادة أدائك الشخصي أو كفاءتك الوظيفية. سوف يساعدك ذلك على أن تصبح أكثر كفاءة وفعالية وأكثر ثقة في عملك.
التطور الوظيفي
يمكن أن يساعدك التدريب الإضافي والتعليم أو تطوير المهارات في تحقيق أهدافك المهنية. إذا كنت تتبع مسار وظيفي معين أو ترغب في الحصول على منصب جديد، يمكن أن يساعدك التعليم المستمر في اكتساب المهارات والمؤهلات اللازمة للحصول على ذلك. وهذا بدوره سوف يزيد من فرصك في الحصول على وظيفة أحلامك.
التراخيص أو الشهادات
تعد التراخيص أو الشهادات شرطاً أساسياً في بعض الوظائف. حيث تعد المواصلة في التعليم الإضافي أمراً مهماً للموظفين الذين يرغبون في الحصول على التراخيص أو الشهادات المهنية أو تجديدها. سوف يساعدك هذا في البقاء على اطلاع بأحدث النظم والتطورات في مجال عملك.
الترقيات والحوافز
يمكنك الاستفادة من تطوير أدائك في العمل وزيادة فرصك في الترقيات المستقبلية أو الحوافز المالية، وذلك من خلال تخصيص بعض الوقت لتعلم مهارة جديدة أو الحصول على معارف جديدة. وعن طريق إظهار التزامك بتطوير ذاتك، فإنك تزيد من فرصك في الحصول على الترقيات أو المكافآت.
التطوير الشخصي
لا يقتصر التعليم المستمر على التطوير المهني فقط. حيث يمكن أن تؤدي متابعة الاهتمامات اللاصفية إلى الحصول على رؤية أوسع وتطور يفتح الأبواب أمام فرص جديدة في المستقبل. يمكن أن يساعدك التطوير الشخصي على اكتساب وجهات نظر جديدة وتعلم مهارات جديدة وتوسيع آفاقك.
تصدر المنافسة
يمكن أن يساعدك البقاء على اطلاع بآخر الاتجاهات والتطورات في مجال عملك على البقاء في صدارة المنافسة. من خلال التحديث المستمر للمعارف الخاصة بك وتطوير مهاراتك، يمكنك تقديم نفسك كواحد من الأصول ذات القيمة العالية في مؤسستك وبالتالي تظل قادراً على المنافسة في مجالك.